وبدأ موسم الهجرة إلى إسرائيل
اسرائيل تستغل حاجة الشباب واحباطاتهم لصالح الكيان الصهيوني
كل العمالة في اسرائيل مهربة ولا يوجد طرق شرعية للعمل في اسرائيل
تعتبر إسرائيل أسوأ الدول في العالم في معاملة العمال وخاصة إذا كانوا عرب ومسلمين ورغم ذلك يفضل البعض اللجوء إليها بدلا من الموت جوعا، فهل حقا الجوع كافر أم أن الموت أكرم من العمل في اسرائيل، وتحت مظلة مؤسسات يقودها اسرائيليين.
عندما تسمع كلمة اسرائيل تلعن كل الظروف التي جعلت ذلك الكيان المحتل يعرف بدولة، وليس كأي دولة بل دولة لها من الإمكانيات المادية والعسكرية والعلمية ما يجعلها تفوق كل دول العالم.
لم يستمر الكيان الإسرائيلي في التقدم والنمو فقط، بل أنه أصبح يستقطب كثير من الشباب ذوي المؤهلات العلمية والبدينة والفكرية من جميع دول العالم وخاصة العالم الثالث العربي الإسلامي.
استقطبت إسرائيل أفارقة من السودان ونيجيريا وأيضا شباب من الصين ومن مصر. وكان لحدود مصر مع الكيان الاسرائيلي المحتل معبر رفح المؤدي إلى إسرائيل، من خلاله تم تهريب المصريين إلى إسرائيل منذ بداية معاهدة السلام مع إسرائيل التي كانت في السبعينات من القرن الماضي، حتى أن قريتان تابعتان لمحافظة الدقهلية كانتا تهربان العمالة المصرية إلى إسرائيل، وهما قريتا نوسا الغيط وميت الكرما.
مع عودة الانتفاضة الفلسطينية مرة آخرى قلت الهجرة غير الشرعية أو الهروب إلى اسرائيل، لكن هذه المشكلة ثارت مرة آخرى خلال الأيام القليلة الماضية حيث تزايد عدد المتسللين السودانيين إلى إسرائيل عبر الحدود مع مصر،وفتح لهم مخيمات ومعسكرات هناك تتبع الجيش الإسرائيلي لإيواء اللاجئين السودانيين بها، وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى استعداد إسرائيل لقبول ألف لاجئ من دارفور.
وجاء في تصريحات سابقة للسفير محمد عبد الله مبروك نائب السفير السوداني بالقاهرة بأن هؤلاء متسللون ليس لطلب اللجوء السياسي من إسرائيل بل لأنهم يبحثون عن فرص عمل، وليس بسبب مشكلة دارفور، خاصة أن من بين الذين أُلْقِيَ القبض عليهم على الحدود المصرية مواطنين من دول أفريقية أخرى، ومن الطبيعي ألا تفكر اسرائيل في سلامة وأمن أبناء دارفور المسلمين، لقد حولت الفلسطينين أنفسهم في بلدهم إلى لاجئين وانتهكت كل حقوقهم الإنسانية.
محاولات التسلل التي حدثت واعتبروا ذلك خرقا للقوانين المصرية، وخاصة أن التسلل كان عبر الحدود المصرية مع اسرائيل
وجاء على لسان مصدر أمني مصري أنه تم القبض على حوالى 20 سودانيا من دارفور بينهم سبعة اطفال تتراوح أعمارهم بين شهرين و7 سنوات حاولوا التسلل. كما اعترضت قوات الأمن المصرية 6 سودانيين وصوماليا وأريتريا في وسط سيناءالأسبوع الماضي.
وفي نفس الأسبوع تم اكتشاف عملية تسلل يقوم بها 30 سودانيا وتم رصد المتسللين وهم من اللاجئين وينحدرون جميعا من دارفور (غرب السودان) وانهم رفضوا الامتثال لأوامر الشرطة بعدم الفرار الى إسرائيل.
وتحتجز الشرطة المصرية حاليا 15 من الأفارقة بينهم 12 سودانيا، تم ضبطهم أثناء محاولاتهم التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود الدولية مع مصر خلال الأسابيع الماضية.
وقال مصدر أمني أن بعض اللاجئين السودانيين الذين ألقي القبض عليهم أمس قالوا خلال الاستجواب انهم يريدون التوجه الى اسرائيل وطلب اللجوء السياسي, في حين قال غيرهم انهم يسعون وراء عمل.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير عن اللاجئين السودانيين الذين تسللوا إلى الحدود الإسرائيلية عن طريق الأراضي المصرية إلى أن المشكلة ليست في أنهم مهاجرين غير شرعيين, وإنما في أنهم ليس لهم بيت للعودة إليه، وخاصة أن التسلل حدث بعد الاشتباكات التي نشبت بينهم وبين قوات مكافحة الشغب المصرية, والتي راح ضحيتها حوالي 30 قتيلا ومئات المصابين, فقرر اللاجئين المطاردين قرار هام جدا ونفذوه بالفعل وهو .. الذهاب إلى إسرائيل"!
كما حكت "يديعوت أحرونوت" قصص بعض اللاجئين، فتقول إحدى اللجئات السودانيات "أنا مسلمة أبلغ من العمر 35 عاما من دارفور بالسودان, هربت إلى إسرائيل عن طريق مصر مع زوجي, ابنتي تبلغ من العمر 8 سنوات, وابني عامين ونصف, وابنتي الصغرى 6 شهور, أتوجه إليكم بعد أن سمعت أنكم تريدون طردنا لنعود إلى مصر, أود أن أقص عليكم ما مر علي وعلى عائلتي حتى جئنا إلى إسرائيل, وأتوسل إليكم كي لا تطردونا من هنا, أنا أعرف أنه إذا ما أعدتمونا إلى مصر سنذهب إلى السجن وربما لا نخرج منه طوال حياتنا, أو إلى السفارة السودانية ومن هناك إلى السودان, وستكون هذه نهايتنا, سنموت مثل كل الذين ماتوا هناك".
وفي قصة آخرى جاء فيها "قررنا الهروب إلى إسرائيل على أمل أن يشفقوا علينا ويساعدوننا, ولم يكن لدينا نقود, وطلب منا البدو نقودا لمساعدتنا في اجتياز الحدود, الطريق إلى إسرائيل كان صعبا جدا, في جزء من الطريق سقط علينا المطر حتى بللنا عن أخرنا, وقسم من الطريق مشيناه حفاة, كان الجو باردا جدا و سقطنا على الأرض مرات كثيرة, ولازالت هناك علامات في قدمي من الطريق الذي كان صعبا جدا خاصة على الأولاد, وعندما وصلنا إلى الحدود الإسرائيلية أخذنا الجيش".
يقول لاجىء اخر: "خرجنا من منطقة العريش باتجاه الحدود الاسرائيلية يوم الثلاثاء ومشينا على الاقدام مسافة كبيرة جداً تقدر بيومين او اكثر بقليل ومعنا نساء واطفال لم يتعد عمرهم الاربعين يوم ولكننا مصرون على الهرب من مصر لنعيش حياه افضل. وعندما كنا نصل الحدود وخاصة الاسلاك الشائكة كانت القوات المصرية تطلق علينا النار ومنا من يصاب ويبقى في مكانه ويعتقل ومنا من يصاب ويهرب نحو اسرائيل، وهناك شخص دخل الحدود وبقيت زوجته وطفليه في الجانب المصري بعد ان قامت القوات المصرية باطلاق النار علينا ولا نعرف مصير باقي العائلة".
هذا ماذكرته الصحف الإسرائيلية ربما لتظهر مدى تعاطف اسرائيل مع اللاجئين وقسوة الأنظمة العربية الآخرى، أي كانت النوايا فهي توضح مدى خبث المظام الإسرائيلي في استقطاب تعاطف الشعوب العربية والأوربية على السواء.
من جانب آخر يحاول أجانب يدخلون مصر بهدف السياحة التسلل إلى أسرائيل، ويستعينون ببدو من سيناء مقابل مبالغ مالية للوصول الى الاراضي الاسرائيلية. وتنجح بعض محاولات التسلل وتفشل البعض الآخر، تأتي حوادث التسلل لتهريب البضائع أو للبحث عن عمل.
ويذكر أن الحدود الاسرائيلية المصرية تبلغ نحو 250 كيلومترا من اقصى جنوب قطاع غزة الى ايلات على طول صحراء سيناء, وان عمليات التهريب وخصوصا المخدرات تكثر في هذا القطاع.
وعن أسباب الهجرة إلى إسرائيل كان لعلماء الإجتماع نظرتهم إلى هذه المسألة.
فترى د. عزة كريم أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومي للبحوث:"أصبح هناك خطورة كبيرة أن يفكر الشباب في الهجرة إلى إسرائيل، وهذه المشكلة ظهرت لأن الشباب الآن يعيش في مرحلة التطبيع فلم يعد لديه الاحساس بالرفض للكيان الاسرائيلي مثل الجيل السابق الذي عاش الحرب وعانوا من الإستعمار والاستغلال الاسرائيلي، فيعاني الشباب من الخلط بين الكيان الصهيوني كمحتل وبين المجتمع الاسرائيلي الذي يمكن ممارسة الحياة فيه. وهذا رغم ما تبثه الينا وسائل الاعلام من وحشية النظام الاسرئيلي في تعامله مع الفلسطينين.
من جهة آخرى يعاني الشباب وعلى الأخص الشباب المصري من مشكلة كبرى في تلبية احتياجاته الأساسية من عمل وتكوين اسرة وتعليم واستقرار، كما بدأت الدول العربية الآخرى تغلق ابوابها في وجه الشباب المصري وكذلك دول أوربا وأمريكا، وبدات اسرائيل تفتح أبوابها للشباب وتضع العديد من الحلول أمامهم، ونتيجة للاحباط وإغلاق أبواب الأمل، في نفس الوقت نتيجة للخبث الاسرائيلي الذي يستقطب الشباب وييسر لهم الزواج من إسرائيليات.
وأضافت د.عزة أن هذه المشكلة لابد للدولة أن تتدخل في حلها لأن الاسرائيليين يخططون لأبعد من ذلك، ولن يكتفوا بهذا، فالشباب هو القادر على إنماء المجتمع فتحول اسرائيل انتمائهم من المجتمع المصري إلى المجتمع الاسرائيلي".
أما د. سعيد المصري : استاذ علم الاجتماع كلية الاداب جامعة القاهرة: فيرى أنه حدث عدة تحولات في علاقة الشباب المصري باسرائيل، كانت المرحلة الأولى خلال معاهدة السلام في أواخر السبعينات أدى الخطاب السياسي ومؤسساته إلى تحول اسرائيل من العدو اللدود إلى الجار والصديق الذي يمكن التعامل معه واتجهت الصحف ووسائل الاعلام وخطب الرئيس إلى تكريس الوعد بمستقبل جديد يتمثل في البناء والإبتكار والإنفتاح على العالم وصاحب ذلك تهيئة الرأي العام للصلح مع اسرائييل وكانت رحلة الكفاح الوطني ماهي الإ صفحة سوداء يجب أن يطويها النسيان.
اما المرحلة الثانية فهي عودة اسرائيل إلى العدو والخصم اللدود بدلا من الصديق والجار، وهذا يؤكد أن الخطاب السياسي بمؤسساسته لم يستطع ان يؤثر في مشاعر الناس تجاه اسرائييل.
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التطبيع الفعلي فعمليات التطبيع نجحت في جذب المصريين من خلال السفر والتعاون مع اسرائيل والزواج من اسرائيليات والنشاط السياحي المكثف الذي لا يؤمن الا بالعائد المادي المتحقق من زيارات الاسرائيليين للبلد."
ويقول د. أحمد التهامي : باحث في العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث:" أن الوضع في مصر لم يعد مريح حتى لأبناءها وأوربا مغلقة والدول العربية مغلقة، فأقرب مكان يمكن أن يذهب إليه الشباب هو اسرائيل التي هي بالنسبة لهم حلم مثل أوربا. اسرئيل فيها نسبة من الافارقة كبيرة وهم يهود الفلاشا الذين هجروا إلى اسرائيل في السبعينات ووضعهم سيء جدا هناك لكن بالنسبة لوضعهم في بلدهم فهو أفضل كثيرا .
وأضاف التهامي أن الناس عادة تتجه لمكان تتوافر فيه فرصه عمل وحياة أفضل واكثر أمنا، ويمكن تقسيم الذين هاجروا أو فروا إلى اسرائيل إلى فئة أرادت إحراج النظام المصري لعدم توافر فرص للعمل أو كما في حالة السودانيين الذين لجأوا إلى اسرئيل بعد موقف الحكومة المصرية منهم.
وهناك آخرون يهاجرون إلى اسرائيل بمحض إرادتهم لإستعدادهم للتعامل مع اسرائيل باعتبارها مجتمع كأي مجتمع فهؤلاء ضعيفوا الانتماء والمعايير وخاصة في ظروف لا تمانع فيها الحكومة من التعامل مع اسرائيل، فاذا كان هو سلوك النظام فلماذا لا يبحث الشباب عن مصلحته هو الاخر.
أما هؤلاء المتورطين في قضايا جاسوسية فهؤلاء على ما أظن لم يعد لديهم المشكلة المعلوماتية التي نخشاها، فنحن في عصر المعلومات ويمكن الحصول على اي معلومات في أي وقت بالاقمار الصناعية والانترنت فلا اظن أنهم بحاجة إلى جواسيس يتم القبض عليهم بسهولة".
وفي التسعينات كانت هناك علاقات أكبر وأوسع مع اسرائيل فأقيم لهم مشروعات وشركات خاصة لدرجة أن قرية نوسا الغيط بالدقهلية كانت متخصصة في توريد عمالة إلى إسرائيل، لكن هذا الامر تراجع الان ولم يظهر اي احصائيات دقيقة بهذا الصدد، لكن ظهرت احصائية في التسعينات اشارت الى انهم وصلوا الى 20 الف عامل مصري في اسرائيل
والغريب أن الحكومة تتعامل مع إسرائيل وتقيم لهم سفارة في مصر وفي نفس الوقت تمنع الشعب من التعامل مع السفارة أو مع اليهود
يضيف التهامي أظن أن الحكومة لا تريد التعامل مع اسرائيل إلا على المستوى الرسمي نظرا للضغوط الأمريكية لكن لا تريد ان يمتد هذا التعامل على مستوى الشعب، لكن في بعض الحالات يتم كسر هذه العلاقة مما يثير سؤال هل الحكومة تريد التعامل مع اسرائيل أم لا وبالتالي تسبب مشكلة حقيقية لدى الشباب نتعامل مع اسرائيل ام لا ولصالح من؟
وفي دراسة ميدانية مطبقة على المجتمع البدوي في سينا توصل د. أحمد عبد الموجود السناوي (المركز القومي للبحوث) إلى أن الإحتلال الإسرائيلي نجح في فرض سيطرته على المجتمع سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية ومازالت مستمرة حتى الآن، كما نجح في إيجاد مجموعة من أبناء المجتمع تدين له بالولاء نظرا للفوائد الاقتصادية العديدة التي حققتها هذه المجموعة من خلاله.
ويمكن القول أنه حدث نوع من الإختلال لبعض عناصر الثقافة في المجتمع البدوي بسبب عدم قدرة الانظمة الثقافية السائدة في التعامل مع المتغيرات الجديدة والسريعة للمجتمع والتي لا تتفق مع السياق التقدليدي للمجتمع البدوي بجانب انهيار الكثير من الافكار التقليدية وتمزيق التكافل الاجتماعي والانتماء للمجتمع.
كما توصلت الدراسة إلى أن اسرائيل نجحت في اجتذاب ابناء المجتمع من خلال الخدمات المادية والعينية بجانب استخدام بعض هذه الخدمات لترسيخ وجوده مثل تعليم اللغة العبرية واستخدام العمل داخل اسرائيل لابهاره بحجم اسرائيل.
وتجدر الاشارة إلى أن النشاط السياسي في سينا لم يبدأ إلا في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي اكتشف المقومات السياسية للمنظقة فعمل على استغلالها طوال فقترة الاحتلال،ومازال حتى الان من خلال تسويق سينا سياحيا ضمن المقومات السياحية لاسرائيل.
كما أن كثير من ابناء المجتمع تعرفوا على الكثير من الانشطة والاعمال عن طريق السياحة الامر الذي أدى الى تركهم مناشط حياتهم التقليدية من صيد ورعي الى العمل في السياحة التي تحتاج الى جهود اقل وتحقق عائد مادي اسرع،ونظرا لارتكاز النشاط السياحي على الحرية، حرية السائح في كل ما يفعل ومايريد من السلوكيات الاباحية الأمر الذي يتعارض مع طبيعة المجتمع البدوي.
ويشير د. أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع جامعة القاهرة: إلى تعرض المجتمع المصري خلال العقود الاخيرة إلى أزمات سلوكية تتعلق بتغيير في القيم الاجتماعية وغلبة القيم المادية على العلاقات الإجتماعية فأصبحت المصالح هي التي تشكل العلاقات الإنسانية وسادت قيم الاستهلاك الترفي، فلم يعد الاستهلاك مساوي لقيمة الإنتاج وشاع السلوك السلبي والعزلة الاجتماعية.
وتشير معظم التحليلات المعاصرة بأصابع الإتهام إلى العامل المادي باعتباره العامل الحاسم في معظم المشكلات الإجتماعية حتى أن أبناء المجتمع أنفسهم يدركون ذلك فيسوقون مببراراتهم بالاعلان عن الخلل الاقتصادي.
وتميل بعض التفسيرات إلى طرح قضية الهجرة إلى دول النفط مسؤلية كبيرة عما أنتاب المجتمع المصري من تحولات على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية".
من المآسي التي تتعرض لها الدول والمواطنين نتيجة التعامل أو حتى الإقتراب من اسرائيل، فوفقا لتقرير المنظمة العربية لمناهضة التمييز، تُعتبر إسرائيل بلد المقصد بالنسبة للعمال ذوي المهارات البسيطة القادمين من الصين، رومانيا، الأردن، تركيا، تايلند، الفلبين، النيبال، سريلانكا، والهند، فهم يهاجرون طوعاً للعمل بعقود مؤقتة في أعمال البناء، والزراعة، والرعاية الصحية. والبعض منهم يخضعون بعد ذلك لظروف من العبودية القسرية. وتطلب هيئات توظيف عديدة في دول المنشأ وفي إسرائيل أن يدفع العمال ما بين ألف وعشرة آلاف دولار مقدماً، الأمر الذي يُفضي غالباً إلى عبودية الدَين ويجعل هؤلاء العمال عرضة للعمل القسري في إسرائيل.
كما تُعتبر إسرائيل بلد المقصد للنساء اللاتي يتم تهريبهن من أوروبا الشرقية – وبشكل أساسي من أوكرانيا، مولدوفيا، أوزبكستان، بيلاروسيا، وروسيا - لأغراض الاستغلال الجنسي. وتُقدِّر المنظمات غير الحكومية بأنه في عام 2005 تم تهريب ما بين ألف وثلاثة آلاف امرأة إلى إسرائيل لغرض العبودية الجنسية، وأن ما بين 16 ألف و20 ألف من العمال الأجانب خضعوا للعبودية القسرية، بيد أن المنظمات غير الحكومية لم توفر الدليل لإثبات ادعائها.