دراسة جديدة تكشف ممارسات الفضائية الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية


تشهد المنطقة العربية موجات بث فضائية كثيفة تتمثل في تسابق العديد من الدول على إطلاق قنوات فضائية ناطقة باللغة العربية من بينها الولايات المتحدة وإيران واسرائيل، مما يوضح أهمية الإعلام كأداة رئيسية في إدارة الصراعات و محاولة التأثير في الرأي العام.
وفي هذا الإطار بادرت اسرائيل باطلاق قناتها الفضائية الناطقة باللغة العربية بهدف تحسين صورتها لدى الرأي العام العربي، في نفس الوقت بادرت مصر فترة إرسال يومية باللغة العبرية على مدى ساعتين وحذا حذوها التلفزيون السوري وقناة المنار، وفي ظل الصراع الإعلامي المحتدم في منطقة الشرق الأوسط فإن الأمر يحتم عدم الاستخفاف بهذه الهجمة، والإدعاء بتفوق الإعلام العربي وإنما يقتضي الأمر مراجعة الأحوال الإعلامية العربية و تقييمها.
من هذا المنطلق قامت د. هبة شاهين أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس بدراسة المعالجة الإخبارية للقضايا العربية في القناة الفضائية الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية للتعرف على سمات الخطاب الإسرائيلي في معالجة تلك القضايا، والقوى الفاعلة المؤثرة فيها وسماتها وأدوارها والتعرف على أسباب وحلول تلك القضايا وفقا للخطاب الإسرائيلي ومسارات الإقناع المصاحبة لها .
توصلت د. هبة شاهين إلى عدة نتائج أهمها أن قضية الصراع العربي الإسرائيلي ثم القضية العراقية احتلتا قائمة القضايا العربية التي تناولتها القناة الفضائية الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية في جميع نشراتها، مما يؤكد أهمية هاتين القضيتين بالنسبة للكيان الإسرائيلي، وأن المقولات الرئيسية للخطاب الإسرائيلي تتبنى نفس مرتكزات الخطاب الأمريكي في محاربة الإرهاب وتأكيد تشابه الموقفين الأمريكي والإسرائيلي في التعامل مع عدو واحد يتمثل في الجانب العربي والإسلامي .
وأكد الخطاب الإسرائيلي في قضيتي الصراع العربي الإسرائيلي وقضية العراق على الإرهاب الذي تتعرض له اسرائيل وكذلك الحال بالنسبة للقوات الأمريكية في العراق وإلى الحرب التي تشنها كل منهما لمحاربة الإرهاب العربي الإسلامي كما يبرز الخطاب الإسرائيلي استعداد اسرائيل للسلام مع جيرانها بشرط ضمان أمنها في مقابل الجهود الأمريكية لإعادة إعمار العراق، وأخيرا إبراز عدم صلاحية القيادات العربية ممثلة في القيادة الفلسطينية والقيادة العراقية وضرورة تحقيق الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط.
وتعددت أسباب القضيتين الفلسطينة والعراقية وفقا للخطاب الإسرائيلي الذي أسرف في اللقاء الاتهامات على الأطراف العربية والإسلامية بوصفها السبب الأساسي للقضيتين، بينما يتلاشى دور اسرئيل والولايات المتحدة في أسباب القضيتين، وقد أسهب الخطاب الإسرائيلي في تقديم الحلول التي يقدمها الجانبان الإسرائيلي والأمريكي في حل القضيتين.
كما اتسمت معظم أدوار القوى الفاعلة الفلسطينية والعراقية بالسلبية بينما جاءت الأدوار الأمريكية والإسرائيلية إيجابية، وتفاوتت السمات والأدوار المنسوبة للأطراف العربية و لإسلامية وفقا للأيدولوجية الإسرائيلية؛ فقد غلبت الأدوار الإيجابية على دول كالأردن ومصر، وتميز الدور الإيجابي للأردن مقارنة بمصر، في حين أحتفظت سوريا وإيران بمعظم السمات السلبية، كما ندرت الإشارة إلى الدول العربية كقوة واحدة أو الإشارة إلى الجامعة العربية بشكل عام. وأكتفى الخطاب الإسرائيلي بتحديد دور كل دولة عربية بشكل منفصل بما يعكس إدراك الخطاب الإسرائيلي لحالة الضعف العربي الراهن.
وجاء في توصيات الدراسة التي قامت بها د. هبة شاهين وجوب الإهتمام بمحاولات التأثير في الرأي العام العالمي بانشاء قنوات فضائية عربية فاعلة بلغات متعددة في مقدمتها الإنجليزية والعبرية، على ألا يكون الإهتمام الأساسي هو إنشاء القنوات وزيادة ساعات إرسالها اليومي دون الإهتمام بمضمون الرسالة التي تنقلها للرأي العام العالمي حول القضايا العربية.